إذا انقطع (الكابل) عمدا

عندي أسئلة في ملف انقطاع الكابل البحري، الذي أدي إلي عزلة مصر عن شبكة المعلومات الدولية منذ الأربعاء الماضي وحتي اليوم، بعض الأسئلة من نصيب وزير الاتصالات الدكتور طارق كامل، والبعض الآخر أظنه يتعلق بدوائر سياسية وأمنية أعلي من دائرة الحكومة وحدها:

* إن كان انقطاع الكابل قد جري دون قصد من سفينة عابرة للبحر المتوسط.. فكيف تم التأكد من حسن النوايا لطاقم السفينة، خاصة أن المعلومات الأولي أشارت إلي مشكلة حالت دون السماح لهذه السفينة بالدخول إلي المياه الإقليمية؟

* ما ارتفاع الكابل البحري علي سطح المياه إلي الحد الذي يجعل شبكة اتصالات بهذا المستوي الاستراتيجي في عرض الطريق، ومتقاطعة مع الممرات البحرية الأساسية للقوارب في أعالي البحار؟

* الرقم الذي أعلنت عنه وزارة الاتصالات لتغطية الإصلاحات يبدو هائلا، في ظني، فهل المبلغ لإصلاح الكابل أم لإنشاء خط جديد بمواصفات أفضل غير قابلة للانقطاع بالمرور العارض للسفن؟ فهل كانت مواصفات الكابل الأول أقل جودة؟ وهل الإصلاح يكلف كل هذه الأرقام؟

* من الناحية السياسية والأمنية ما نظم التأمين المتبعة لهذه الكابلات البحرية التي تضمن عدم انقطاعها عمدا في حالة وجود أطراف أو جهات تتعمد الإضرار بالمصالح المصرية، هل توجد رقابة تحمي كابلات الهواتف و الاتصالات الدولية أو الكابلات الخاصة بشبكات المعلومات ضد العمليات الإرهابية التي تضرب في العمق وتحقق خسائر اقتصادية مؤسفة في الداخل ؟

* بمناسبة الخسائر، هل هناك جهة واحدة في مصر قدرت حجم الخسائر التي جرت في الداخل بعد انقطاع الكابل، الخسائر للمؤسسات والأفراد؟

* من الناحية الاستراتيجية، انظر إلي نقطة المركز في هذا المشهد، نحن بلا تواصل وبلا معلومات عندما ينقطع الكابل الذي يصلنا بالغرب، هناك حيث كل شيء في حياتنا التكنولوجية، كل أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي تضم ملايين ملايين من صفحات المعلومات توجد هناك عبر البحر المتوسط أو فيما وراء المحيط الأطلسي، كل أجهزة الكمبيوتر الخادمة العملاقة (السيرفرز) التي تدير منظومة الشبكة العالمية علي أراضي أوروبا و الولايات المتحدة، معلومات بريدك الالكترونية،

مدوناتك، مواقع البحث الأساسية، المعلومات الخاصة بالبنوك والشركات والبلدان وبالاقتصاد والسياسة وبحركة التواصل الدولي بين الناس، كلها تنام هناك في خزائن التكنولوجيا، وكل ما يربطك بها هو (الكابل) فإن انقطع سهوا، غابت الدنيا عن جهازك الشخصي، فما الذي يحدث لو انقطع عمدا من هناك، وبقيت كل أسرارنا في (السيرفرات) الخادمة تخدم آخرين، ولا تخدمنا نحن، عند الضرورة التي يشاؤها من يملكون السيرفرات،ويعرفون كيف يصنعون الكابلات وكيف يقطعونها أيضا.

هل لدي وزير الاتصالات أي إجابة؟